كتب : شريف حسين
الخميس 11-07-2013 16:01
محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب
قالت اتحاد كتاب مصر، إنه في ضوء نتائج ثورة 25 يناير المجيدة،
وفي ضوء تجلياتها الباهرة في 30 يونيو 2013 التي عبرت بقوة عن اعتراضها
العارم على الكيفية التي اتخذتها السياسات الاقتصادية والسياسية والثقافية
والإعلامية السابقة، في إدارة مصالح مصر والمحافظة على كرامة مواطنيها، وفي
ظل الفجوة الهائلة بين رغبات شعبنا المعلم وتوجهاته، والممارسات السياسية
الخاطئة التي أهملت آمال المصريين، وتجاهلت ما حملته هذه الآمال من تطلعات
إلى حياة حرة وآمنة وكريمة، بدءا من كتابة دستور حديث يليق بمكانة مصر الغد
ومكانها، وانتهاءً بالفشل في تحقيق الحد اللازم من الأمان الاجتماعي
والاقتصادي والثقافي للمواطن المصري، وفي ضوء ذلك أرسل الاتحاد رسالة إلى
رئيس مصر المؤقت عدلي منصور، حوت عددا من المطالب والتوجيهات.
وحذر الاتحاد في رسالته من خطورة تكرار أخطاء ثورات مصرية وعربية سابقة، اكتفت بالقانونيين وبالناشطين السياسيين في كتابة الدستور، ولم تعط مساحة المشاركة الفاعلة لبقية فئات المجتمع وطيوفه النقابية والفئوية، دون استبعاد أو احتكار، مشددا على أن دستور بلد بحجم مصر هو أهم من أن تستأثر به أقلام القانونيين فحسب.
وأوضح الاتحاد في رسالته، للرئيس أنه إذا كان الدستور هو روح القانون، فإن روح مصر العميقة كامنة وحاضرة في الوعي النوعي لكتابها ومفكريها وفنانيها ومثقفيها ونقابييها من مهندسين وصيدليين وأطباء، وعمال وفلاحين وطلاب ومبدعين، وهم الأجدر بالتعبير عن نبض الأمة المصرية وتاريخها الممتد.
وتابع: "لقد جاء الدستور السابق مفرغا من الروح المصرية الصميمة المرتبطة بتاريخها الممتد، وأنماط إنتاجها الثابتة، وما فرضته هذه الأنماط من سمات ثقافية ودينية على هذا الشعب، بل إننا لا نعدو الحق إذا قلنا إنه قد كُتِبَ دون أساس منهجي وفلسفي حديث يقوم عليه، بل كان في حقيقته دستورا مفصلا على مقاس أزمة، بل إنه كان دستور أزمة في الواقع. إن مصر الثورة تحتاج إلى دستور حديث داعم لعناصر هوية جمعية يجب إذكاؤها في الوعي العام بصفتها متخيلاً قادرًا على دعم الروح الوطنية الوثابة في تحديها الثقافي والمعرفي الحديث".
ورفض اتحاد الكتاب الإعلان الدستوري، واقترح على الرئيس البدء بإنشاء لجنة تأسيسية كبرى موسعة، مكونة من مجالس إدارات كل النقابات المصرية المنتخبة، مهنية كانت أو غير ذلك، فضلا عن ممثلين للأزهر والكنائس المصرية، وممثلا عن العقائد الأخرى، فإذا ما ضممنا إلى ذلك أعضاء مجلس القضاء الأعلى، وعددًا من الشخصيات العامة، وعددًا متخصصًا و مختارًا من فقهاء الفكر الدستوري الحديث والمقارن بخاصة، فضلا عن مجالس الأحزاب والحركات السياسية المنتخبة، ورؤساء اتحادات طلاب الجامعات المصرية، والمعاهد، يحظي الشعب المصري بجمعية تأسيسية موسعة مكونة من كتلة تمثل جزءا كبيرا من جميع طوائف الشعب المصري وفئاته وعقائده، كتلة تملك شرعية التمثيل، كونها منتخبة من قواعدها، فضلا عن كونها تمثل أغلب فئات الشعب المصري ونقاباته وطبقاته وأطيافه وأحزابه تقريبا.
وأشار إلى أن هذه اللجنة التأسيسية الموسعة، يجب أن تضع الأفكار الأساسية التي يتفق عليها جماع من تمثلهم هذه النخب المنتخبة، كما أن لها أن تقترح لجنة مصغرة منها من رجال القانون الدستوري وأهل الفكر، لإكمال صوغ الدستور في شكله النهائي، لعرضه مرة ثانية على لجنته التأسيسة الموسعة، والتصويت عليه، قبل عرضه للاستفتاء، ذلك دون تدخل أية جهة بما في ذلك الرئيس نفسه، ذلك لأنهم منتخبون من قواعد سياسية وشعبية وطلابية ونقابية وسياسية، وقضائية، وهذا كفيل في حد ذاته بالمحافظة على أعلى حد ممكن من التوافق المجتمعي القائم على أساس ديمقراطي يصعب التشكيك به أو نقضه، خصوصا في ظل غياب قواعد منتخبة تمثل الشعب المصري واتجاهاته المؤثرة -كلها- بعد حل مجلسي الشعب والشورى، وهو وضع تاريخي خاص يمنح المجالس المنتخبة لإدارات النقابات المصرية، والاتحادات، والأحزاب السياسية الآن أهمية سياسية وتاريخية مضاعفة، وهو اقتراح يمنع خطر الانقسام والتفكك الذي قد تحدثه أية اختيارات أخرى لا تقوم على أسس ديمقراطية أو موضوعية، هذا الانقسام الذي ظهر فعلا بعد الإعلان الدستوري الجديد.
واختتم الاتحاد رسالته إنه يأمل أنت يستجيب الرئيس لهذا الاقتراح الذي يقي مصر في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخها خطر الانقسامات والفتن.
التعليقاتسياسة التعليقات
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق