الفنان "حسن كامل"عدو أمريكا وفرنسا




ضاقت القرية بأحلامه ، فباع أرضه الموروثة عن الوالد رغم نجاحه فى فلاحتها ، وسافر للقاهرة ، وإشتغل تاجر وضاع رأس ماله ، فإشتغل فى كل شئ " فاعل - حداد – نجار – نقاش – رسام – عواد – قانونجى " غنى للعمال فى المعمار ، وألف لهم الأغانى " هيلا هيلا .. ع النبى صلى " .. إشتعلت ثورة 19 فشارك بأغانيه الوطنية ، وشارك الريحانى فى رواياته الثورية ، وهتف فى المظاهرات ، ورفع الأعلام .. وتم القبض عليه وأمرت السلطات الإنجليزية بطرده من مصر ، فسافر إلى تونس ، وهناك إشترك معاهم فى كفاحهم ضد الإستعمار الفرنسى ، وشارك بأغانيه الوطنية المناهضة للإستعمار ، وهتف فى المظاهرات ، ورفع الأعلام ، وتم القبض عليه لتانى مرة ، ورفض الإنجليز عودته لمصر ، فرحلوه لفرنسا وتم تقييد حريته .
وف فرنسا عاش حسن كامل 15 سنة إشتغل حاوى ، وروض ثعابين ، ورقص كتاكيت وكلاب ومعيز ، وبعد ما كبر به السن وافق الإنجليز على عودته لمصر ، وف مصر إشتغل فى أكتر من صالة ، فى صالة ممثل ، وفى التانية عازف رق ، وفى التالتة عازف ناى ، وإتعرف فى صالة منهم على المخرج كمال سليم ، وقدم معاه فيلم " العزيمة " 1939 الفيلم الأهم فى السينما المصرية ، وتعددت أدواره السينمائية فى لهاليبو ، وعايدة ، وليلة الدخلة ، وبابا عريس وغيرهم .
وكمل حلمه بتأسيس أسرة ، فإشترى قطعة أرض فى المطرية ، وبنى بيت وإقترن بقريبه له ، وف بيته روض الثعابين ، وربى الدواجن والحمام ، وعمل ورشتين للنجارة والحدادة ، وركن للآلات الموسيقة وفيها إبتكر تعديل على شدادات أوتار القانون ، وبجوار البيت بنى مسجد .
وفى سبتمبر 1950 مات الفنان حسن كامل .. مات اللى عاش حياته بالطول والعرض .. مات اللى قال إن فلسفته فى الحياة " سأعمل فى كل شئ وفى أى شئ ، وفى أعماقى فرح عظيم لن يستطيع أى مخلوق أن يحطمه " .
المصدر ..
مجلة الإذاعة 14 سبتمبر 1957 .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق