كتب : أ ش أ
الجمعة 23-08-2013 22:37
د.أحمد مجاهد
وضع مثقفون وأدباء وشعراء مصريون"خارطة طريق" لتحقيق المصالحة المجتمعية، ما يفتح الباب للمشاركة السياسية لكل أبناء الوطن.
واشترط المثقفون أن تشمل المصالحة المجتمعية كافة أبناء المجتمع، ممن لم تلطخ أيديهم بدماء المصريين، أو الذين لم يقترفوا جرائم فساد أو روعوا الآمنين.
وأكد المثقفون والأدباء ضرورة أن تكون "المواطنة" هي الأساس، مشددين على ضرورة عدم قيام أحزاب على أساس ديني.
وأكد الدكتور أحمد مجاهد، رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب أنه "لا مصالحة إلا بأسس"، واستشهد في هذا الصدد بما قاله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب "والصلح أولى إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا"، وقال "لا تصالح على دم لان هذا حق الشهداء.. ولا تصالح على فساد لان هذا حق الشعب"، وأضاف "خارج نطاق هذين الأمرين يمكن التصالح مع من كانوا قبل 25 يناير أو قبل الثلاثين من يونيو".
من جانبه، يقول الشاعر سعد عبدالرحمن، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة: "نحن نقول لمن لم تتلطخ أيديهم بدماء المصريين أن أيدينا ممدودة لكم وقلوبنا مفتوحة لكم على أساس المواطنة"، وأضاف "يجب بناء الأحزاب على أساس سياسي وليس ديني لان الاختلاف يجب أن يكون سياسيا وليس دينيا".
وأعرب عبدالرحمن عن تفاؤله "بتساقط جماعة الإخوان"، وقال إن "مصر بدأت تتقدم خطوات على الطريق الصحيح بالتخلص من هذا النظام الذي روع ودمر وحرق كثيرا من المنشآت الحكومية ودور العبادة المسيحية إلى آخر هذا المسلسل الدموي"، وقال "أنا متفائل لان الأمور بدأت تسير إلى الأفضل، المهم أن يتكاتف الجميع، ولن نسمح بعودة نظامي مبارك ومرسي إلى سدة الحكم مرة أخرى".
وأضاف "لسنا أقل من دولة البرازيل التي عانت طويلا من فقر مدقع، ولننظر كيف أصبحت الآن، المهم أن يتوافر للقيادة شرطان ضروريان هما الإرادة والإخلاص، وبهما نستطيع أن نتحول لدولة عظمى".
بدوره، قال عبدالناصر حسن، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، إن "الوضع كان مرتبكا ومتوترا خلال الفترة الماضية، ولكن الأوضاع في تحسن وتسير إلى الأفضل.. وأسأل الله أن يلهم الجيش المصري العظيم القدرة، وهو قادر بالفعل، على الدفاع وحماية حدود مصر"، وأكد أن المصريين يعلمون أن التحديات التي تواجه مصر داخليا وخارجيا أكبر من الصراع على المناصب والكراسي، واعتبر أن ما يحدث هو سحابة صيف ستمر سريعا، مؤكدا ضرورة تطبيق القانون بحزم.
أما المفكر السياسي الدكتور عمرو الشوبكي، فأكد أن المصريين ليسوا مستعدين لأن تنهار دولتهم وجيشهم الوطني، معتبرا أن ما حدث في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي لم تكن له علاقة بالإصلاح، وإنما كان له علاقة بالتمكين والسيطرة والاستحواذ.
وأوضح أن هناك دولا تدفع بملايين الضحايا، كي يتم الوصول إلى بناء الجيش الوطني، كما أن هناك دولا فقدت ملايين الضحايا، نتيجة غياب الجيش الوطني، مشيرا إلى أنه "لأول مرة في العالم تتحكم جماعة سرية تسمى (الإخوان المسلمون) في البلاد، رغم أنها كانت في السلطة، هذا الشعور هو الذي جعل الناس تنزل بالملايين.. وأعتقد ان الجميع سيدافع عن الدولة الوطنية المدنية والنظام الديمقراطي".
بدورها، أكدت الدكتورة زبيدة عطا، مقررة لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة أن "ما يحدث في مصر كان متوقعا لو انتظرنا بقية مدة مرسي، كان الوضع سيسوء مما هو عليه الآن، لانهم سيكونون قد تمكنوا من الدولة ومفاصلها ، فهم كانوا يخططون للبقاء طيلة 500 عام"، مشيرة إلى أن "الإخوان لا يشعرون وهم يدمرون هذا البلد أنهم يدمرون أنفسهم، فهم يمارسون الكذب والقتل اللذين نهى الدين عنهما..ونحن نريد أن ننهي هذا الوضع سريعا.. يجب أن نقضي على الفتنة".
وأعرب الدكتور نبيل الطوخي، الأستاذ المساعد للتاريخ الحديث والمعاصر، وعضو لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، عن حزنه الشديد لما يراه في هذه الأيام وما يحدث في مصر، وقال إن "مصر كانت تواجه كثيرا من التحديات، ولكن هذه التحديات كانت خارجية، المشكلة الأخطر أن تكون هذه التحديات نابعة من الداخل"، مشددا على أن "ما يحدث من حرائق وتخريب في المنشآت يبكي أي مصري، ويجب علينا كمثقفين وأهل فكر وثقافة أن نقف وقفة واحدة"، وأوضح أن مصر تواجه عدوانا في الداخل والخارج، وبالتالي ما تشهده مصر يحتاج إلى تكاتف كافة القوى الأمنية والعسكرية والثقافية والإعلامية، وقال "يجب علينا جميعا، وكل من يستطيع أن يقدم شيئا لهذا البلد أن يقدمه، بدءا من أصغر عامل وحتى رئيس الجمهورية"، فنحن في أزمة كبرى، يجب علينا أن نتكاتف جميعا كي نوقف هذا الإرهاب، لأننا لن نحتمل أن تتوقف الحياة على أرضنا، أو نرى مصر تعاني أكثر مما تعاني منه الآن".
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق