الفنانون على رأس قائمة الاغتيالات السياسية


الفنانون على رأس قائمة الاغتيالات السياسية
المخرج خالد يوسف في مسيرة حرية الإبداع
منذ أيام أعلن عن قائمة للاغتيالات تضم ما يقرب من مائة اسم بعضهم من رجال السياسة، لكن الشيء الغريب هو وجود أسماء لبعض الفنانين، والإعلاميين مما يمثل تهديدا صريحا، ومباشرا لحرية الإبداع في مصر لأنه بالتأكيد الأسماء التي تضمنها هذا الكشف اعتبرها الجهاديون تمثل خطرا عليهم من خلال آرائهم أو أعمالهم، وبالتالي وقع عليهم الاختيار.
من بين هذه الأسماء المخرج خالد يوسف أحد مؤسسي حزب التيار الشعبي وله آراء صريحة ومباشرة ضد حكم الإسلاميين، وآرائهم وميولهم، في هذا التحقيق نرصد هذا الخطر الذي يداهم الوسط الفني، تحدثنا في البداية مع خالد يوسف ثم طرحنا الأمر علي بعض الفنانين والنقاد والنقابات الفنية لمعرفة كيف يواجهون هذا الخطر.
< نبدأ بالمخرج خالد يوسف الذي قال: لم أتعجب عندما تردد وجود اسمي في قائمة الاغتيالات التي افتعلتها بعض الحركات السياسية، التي تنتمي للتيارات الدينية لأننا نعيش الآن في عصر إرهاب تدعمه الحكومة وعلي رأسها رئيس الجمهورية ومن وجهة نظري هذه القوائم ما هي إلا نوع من الإرهاب للضغط علي عناصر المعارضة للتراجع وعدم كشف فساد ونوايا الجماعة، التي تهدف الي تحويل مصر الي خلية إرهابية تستخدمها الجماعة لتنفيذ مخططها في السيطرة علي العديد من الدول والتخلص من نبذ مجتمعات العالم لها ولفكرها المتطرف، ولكن الشيء الذي يخاطرني الآن هو ضرورة تفهم الشعب لهذه المحاولات الرخيصة من الجماعة للتراجع عن مطالب المعارضة أو مطالب كل شخص يريد تحقيق مطالب الثورة؛ لأن الخوف إذا سيطر علينا في هذه المرحلة ونجحت محاولاتهم في ردع الشعب عن محاسبتهم ستنتهي مصر إلى الأبد، وهذا ما يريدون تحقيقه جعل مصر دولة تابعة لهم تخدم مصالحهم فقط، ولكن عليهم ان يعلموا ان الشعب المصري آخر شيء يفكر فيه هو روحه أمام نصرة وتقدم بلاده، وإذا تخيلوا أن الإعلاميين والكتاب سيتوقفون بعد هذه التهديدات عن كشف الحقيقة وأنا كواحد من ضمن المهددين سأتوقف عن استكمال التعبير عن الشعب والفساد الموجود من خلال أفلامي هذا التخيل هو طريق النهاية بالنسبة لهم بعد استفاقهم علي واقعهم المظلم أثناء محاسبة الشعب لهم أمام الرأي العام العالمي، وفي النهاية أؤكد استمرار الوقوف أمام الفساد وعدم التراجع أمام جميع محاولاتهم بمختلف أنواعها.
< قال المخرج علي عبدالخالق: هذه القائمة هي نتاج طبيعي للمرحلة الحالية التي نعيشها بعد الثورة خاصة أن الفكر السياسي الذي صعد الي الحكم كان أحد التيارات التي هبطت علي الثورة وما علينا فعله الآن هو استمرار المطالبة في تحقيق مطالب الثورة لأن هذه القائمة هي نوع من الإرهاب والتخويف فقط ولكن بصفة شخصية أشعر بتفاؤل كبير للمرحلة القادمة لأن الشعب الذي لا ييأس أمام القوة والعنفوان ويظل ثابتا علي موقفه قادر علي حماية بلده والدفاع عنه وكما نشاهد حاليا ان الوقفات الاحتجاجية مازالت مستمرة ولن تتوقف الا بعد تحقيق مطالب الشعب ومعرفة الرئيس ان الشعب له الحق الأول في الرعاية ومن خلاله يحدث التقدم والنهضة وليس من خلال جماعته السياسية التي ينتمي اليها ولكن هناك رسالة أريد توضيحها لمن أصبح يردد أن عهد مبارك أفضل من ثورة يناير، وأن مبارك انتهي وانتهي معه الاستقرار ، في عهد مبارك إن وجد الاستقرار والأمان فهذا ليس جديدا علي مصر ولكن ما يؤكد التراجع والانهيار وتفشي الفساد في عصر مبارك الأسود أن مبارك تسلم راية القيادة والاقتصاد المصري في أبهي عصوره فكان الجنيه المصري يعادل دولارين ونصف الدولار ولكن في نهاية عهده أصبح الدولار يعادل خمسة جنيهات الي جانب السياحة التي تميزت بها مصر طوال تاريخها والخبراء يرون أن دخل السياحة لمصر ما يعادل خمسين مليار دولار سنويا ولكن في عهد مبارك تراجعت السياحة الي درجة كبيرة واحتلت القمة بعض الدول الأوروبية التي لا تمتلك نصف آثارنا التي تجذب الجميع اليها، ولذلك أشعر أن القادم أفضل بكل الأحوال، ولكن ما أعرفه الي أي مدي ستطول فترة الاضطراب السياسي التي نعيشها حاليا .
< قال مسعد فودة نقيب السينمائيين: ما يحدث الآن هو نموذج من «المسخرة» السياسية التي يلجأ اليها بعض عناصر المراهقة السياسية فهل من المعقول أن القتل وسفك الدماء أصبح شيئا عاديا يهدد به كل من يريد السرقة والفساد أمام الجميع وتحت الأضواء الكاشفة، أعتقد أن هذه تهمة كفيلة بإعدام كل من يجلس علي مقعد قيادة في النظام الحالي ولكن عليهم أن يعلموا أن الشعب المصري واع الي درجة كبيرة ولن يسمح بحدوث هذه المهازل وسيقف جميعا يدا واحدة لأن القضية وضحت الآن فالقضية ليست الهجوم علي الفنانين أو العلمانيين ولكن القضية هي القمع وكبت الحريات وكأنهم تخيلوا أن الشعب قام بالثورة من أجل صعودهم للحكم فقط .
< قال الفنان مصطفي كامل رئيس لجنة العمل بنقابة الموسيقيين: قائمة الاغتيالات تؤكد ان مصر الآن أصبحت نموذجا «للمسخ» السياسي والمهاترات الرخيصة التي من شأنها السيطرة وعلي الفكر السياسي ولكن بأسلوب «العصابات» الذي يستخدم في الأفلام الأمريكية التي يتم تصويرها في «شيكاغو» أكبر عواصم البلطجة في العالم، ولكن الشعب المصري عندما انفرطت من يده زمام الأمور في مرحلة ما بعد تنحي مبارك والسماح لبعض الشباب الحاقدين علي الجيش بسب المجلس العسكري والقيادات العليا سمح لهذا النظام الفاشل بالتسلل الي الحكم، ومن المؤكد ان الجيش المصري عندما ابتعد عن مراقبة التيارات التي أرادت سرقة الثورة والصعود علي حساب دماء الشهداء كان للاعتزاز بآدميته وعدم السماح لمجموعة من الشباب المراهقين بسبهم لأن إذا ذهب الحكم اثناء انتخابات الرئاسة الي الفريق أحمد شفيق الذي يعتبر أحد أهم القيادات العسكرية السابقة سيوجه للجيش العديد من التهم الأخلاقية ولذلك ليس علينا إلا أن نلوم أنفسنا ونحاول تصحيح الأوضاع من جديد والتصدي لهؤلاء المخربين الذين خلطوا الدين باسم السياسة ، فهل يعقل أن الدين يسمح بإزهاق نفس بغير حق، فلا يوجد أي تفسير لذلك سوي محاولة إرهاب كل من يتصدي لفسادهم بأساليب توضح مدي استخفافهم بعقول الشعب ولكن الكارثة أنهم سيعرفون طبيعة الشعب عندما يصل الي مرحلة إسقاط مصر وليس إسقاط النظام وسيحدث ذلك عندما يخرج الشعب الي الميادين لتدمير المنشآت العامة ثم تدمير بعضهم بعض نتيجة الاضطراب النفسي الذي يعانون منه بسبب انعدام رؤية المستقبل وتأثيره بتراكم الضباب حول العقول.
< قال الفنان سامح الصريطي وكيل نقابة المهن التمثيلية: قائمة الاغتيالات هي تصريح واضح من الجماعة والتيارات الدينية يؤكد فشل الثورة وأنه أصبح السبيل الوحيد أمام الشعب للخروج من الأزمة بضرورة تطبيق فكر الجماعة في الحكم وسيطرتهم الكاملة علي جميع مجريات الأمور، وأن الشعب لابد أن يعود الي صفوف التضامن فقط نتيجة فشله في القيادة وحماية البلد ولكن حقيقة الأمر أن أساليبهم واضحة ولا يمكن أن تأخذ جانبا من الأهمية، لأن إذا تم اغتيال شخص من الموجودين في القائمة ستعم ثورة الغضب والدمار علي الإخوان من جميع الطوابق والفئات وسيذوقون مرارة أشد من مرار الاعتقال الذي يعانون منهم طيلة حياتهم السياسية ولكن أعتقد أن الشعب سيستمر في التصدي لهم ولن نسمح باحتكار الفكر السياسي من جديد ومازلنا قادرين علي حماية بلدنا من البلطجة مهما كان عنفوان الذي يواجهنا.
< قال السيناريست تامر حبيب: أعتقد أن ما يحدث حاليا يؤكد نهاية الجماعة وفكرهم السياسي لأن قائمة الاغتيالات الإرهابية الزائفة التي أعلنت عنها أجهزة الأمن مؤخرا لن تسبب الرعب لأفراد المعارضة من الإعلاميين والفنانين ولكن ستسبب فضيحة كبيرة لهم سيذكرها التاريخ وهي أن السرقة والفساد وسفك الدماء يحدث تحت الأضواء الكاشفة في عهد الإخوان وسيصبحون ضمن الجانب الأسود من التاريخ مع المعتدين والغزاة ولكن ما يجب أن يحدث الآن هو الاستمرار في المطالة بحقوق الثورة وكشف فساد فكر النظام الحالي ومحاربة القمع السياسي والفكري الذي يمارسونه علي الشعب.
< قال الناقد السينمائي طارق الشناوي: هذه القائمة سيتورط فيها أجهزة الأمن اذا تم التخاذل في محاسبة كل من ورائها وسيحاول النظام توجيه اللوم علي الشرطة والقضاء حتي يقضوا علي جبهة المعارضة الموجودة فيها، ولكن الشعب هو الرائد الحقيقي الذي لابد ان يتصدي لهذا الفكر الهمجي الذي يتحدث بلغة البلطجة والاعتداء لأن مصر الآن في مرحلة صعبة للغاية أصعب من الثلاثين عاما التي مرت عليها أثناء حكم مبارك، فنحن الآن في مرحلة عنق الزجاجة إما سنخرج الي النور ونقضي علي الفساد بكامل أنواعه أو نهبط الي القاع المظلم الذي سيقضي علي مستقبل البلد نهائيا.

اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - الفنانون على رأس قائمة الاغتيالات السياسية

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق