2012 الشارع يگتب أعظم الگتب
|
||
29/12/2012 09:42:04 ص
تحقيق : أسامة فاروق
|
||
بدأ العام بداية مبشرة؛ أقيم معرض الكتاب بعد فترة توقف وبعد تردد كبير في إقامته، حقق المعرض المطلوب وربما أكثر، ساهم في صنع حركة رواج كبيرة أنعشت السوق بعد فترة معاناة طالت وتسببت في خسائر فادحة للناشرين.كتب الثورة كان لها نصيب الأسد في النصف الأول من العام، كانت الآمال لا تزال كبيرة، ولم يكن أحد يتوقع أن يحدث كل ما حدث، ظهرت في هذه الفترة مجموعة كبيرة جداً من الكتب التي اتخذت من الثورة موضوعا لها، ولم تنحصر الظاهرة في الكتب السياسية فقط بل انسحبت أيضا علي دواوين الشعر وحتي الروايات! نستطيع أن نقول الآن بكل أسف- أنها كانت مشاريع متعجلة تماما، لأنها لم تدم إلا عدة أشهر وبعضها لم نشعر بوجوده علي الإطلاق.في النصف الأول من العام أيضا شهد الأدب طفرة كبيرة وظهرت مجموعة كبيرة من الروايات الجديدة والجيدة ساهمت إلي حد كبير في إنعاش هذا العالم الذي هددته السياسة. استكملت مشاريع مؤجلة، وظهرت للنور روايات مميزة منها »بيت النار« لمحمود الورداني، و»باب الخروج« لعز الدين شكري، و»رجوع الشيخ« لمحمد عبد النبي، و»الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس« لطارق إمام وغيرها من الأعمال الجيدة.في النصف الثاني من العام انقلبت الأمور تماماً، ساد الغيام كل شيء وأصبحت الحياة السياسة غير محددة المعالم، ظهرت الانتهازية وكثرت الأخطاء واتضح الفشل، وكانت النتيجة تجدد الاحتجاجات الشعبية وعادت مشاهد الثورة الأولي لتتكرر في التحرير وغيره. صبغت الحياة السياسية كل شيء في مصر وكان الكتاب في مقدمة المتأثرين.أصبحت الكتابة عن الثورة الآن أشبه بمن يتعجل قطف ثمار لم تنضج بعد، ثمار زاعقة غير مرغوب فيها، لا أحد يستسيغها أو يستطيع ابتلاعها، لكن في المقابل ظهرت نوعية جديدة من الكتب استطاعت أن تجد طريقا إلي عقول القراء وهي التي تكشف وتفضح أسرار جماعة الإخوان المسلمين من الداخل، خاصة تلك التي كتبها الخروجيون وعلي رأسهم كتاب "سر المعبد" لثروت الخرباوي الذي حقق مبيعات قياسية في وقت قياسي ووصل عدد طبعاته الي ثمانية حتي الآن، في هذا السياق أيضا نجد كتاب »فقه التلون« لمحمد طعيمة، و"إخوان إصلاحيون" لهيثم أبو خليل، ووصولا للكتب التي تحلل بعض المفاهيم المتعلقة بالاسلام وعلي رأسها كتاب مؤمن المحمدي "عزيزي المواطن المسلم لماذا أنت متخلف؟" وحققت هذه الكتب مبيعات جيده في الوقت الذي تراجعت فيه كل أشكال الكتابة الأخري.هذا العام بالتأكيد لم يكن عام الكتاب، فأعظم الكتب لاتزال تكتب في الشوارع الآن، يكتبها شباب بعرقهم وبدمائهم علي أرصفة الشوارع وعلي أعتاب الحكام. |
2012 الشارع يگتب أعظم الگتب
وصف الكاتب هنا يمكن تعديل هذا الوصف من داخل القالب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة
(
Atom
)
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق