لا يخفى على احد أن ثورة 25 يناير نجحت لعدة أسباب أولها حجم الفساد الذى
استشرى داخل قطاعات عريضة فى المجتمع المصري مما أصاب الشباب باليأس
والإحباط لسنوات طويلة بالإضافة لتعطل الطاقات الشبابية عن العمل والإبداع
وعدم إتاحة الفرص العادلة لكي يأخذوا دورهم فى قيادة الأمة لمستقبل أفضل
كذلك دراسة أعداء الخارج لكل مساوىء وسلبيات المجتمع الذى كان مفتوحا
أمامهم فى غفلة تامة من أصحاب القرار فكانت الثورة هي ( ثورة الوحدة )
بمعنى أن الكل هب وثار فى وجه الظلم والطغيان والقبضة الحديدية الأمنية
آنذاك فتحرك المجتمع بكل فئاته وكان فى الطليعة بلا شك الشباب وكان لكل
منطلقه فى التحرك لذا توفرت الوحدة للثورة ونجح الشعب بفضل وحدته الجمعية
. ولكننا ألان نفتقد لوحدة الثورة بعد أن وقعنا فى دوامة الانقسامات
والخلافات والتشتت فى الأفكار والصراعات الحزبية لذا فقدنا الركن المهم أو
الحبل السري الذى يحافظ على حياة واستمرار جنين الحرية الذى ولد يوم 25
يناير لذلك عندما أتابع المشهد السياسي الحالي يتمزق قلبي حسرة وألما على
بلدي وحائر عقلي من تصرفات البعض فتمر بنا
الساعات من سيء إلى أسوء واتسائل : أين ذهبت عقول الحكماء ؟وأين هي
القلوب المخلصة التي تمنع ما يجرى من تسهيل لإباحة الدماء فى ميادين مصر (
الم يقل رسولنا الكريم – ص- مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم مثل الجسد
الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) والسؤال
الذى يطرح نفسه ألان مصر إلى أين ؟ وفى اى الطرق سنسير كنا نرغب فى مزيد من
العمل والبناء والتنمية والاستقرار كنا نخشى على أنفستا من العدو القريب
الذى تمكن منا وألان أصبحنا نخشى على أنفسنا من بعضنا البعض بالها من
كارثة المصري حريص على قتل أخيه المصري والله لقد فعلنا بأنفسنا مالم
يستطع أن يفعله عدونا بنا أفيقوا يا أهل مصر قبل أن نزج بأنفسنا إلى مستنقع
حرب أهليه وباله من طريق وعر ومظلم لو دخلناه – احرصوا على الحياة بعزة
– صمموا على البناء لا الهدم – خذوا بيد أمكم (أم الدنيا) ولا تشمتوا بها
الأعداء – حافظوا على كرامتها وعزتها وعرضها أمام أعين الفرقاء والأعداء
واعلموا أن المسافة فاصلة ما بين المعنيين – ثورة الوحدة ووحدة الثورة – بقلم : عزة أبو العز
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق