صرخة خوف - سمير عبد الرازق




قُطُوفُ الأَلَم تَدَلَتْ
و أنا أَعشَقْ القُطُوفْ
حَتَىَ السودان استقلت
والشَعب للنيل يَطُوفْ
حَتَىَ العيدَان عُلَتْ
والكرسي سبَاق وكُشوفْ
نَسُوا النيل الأَزرَقْ
ووحدَة النَهْرْ الشَغُوفْ
نَسُوا العَهْد الأَبْرَقْ
وأَعلَنُوا الفُرقَة بالدُفُوفْ
وانتهى الحُلْم الأَعْرَقْ
أَنْتَجوا للضَعْف ظُرُوفْ
سَارَتْ الأُسرة شيعَا
و أَطْمَاعُهمْ تَشُقْ الصُفُوفْ
جَائزة الأُمم المُغيرَة هاهنا
في الشَعْب الآبي الرَقيقْ
في التَاريخ الأَشَم في الدين الأَعَم
و صَار طَمعَا في البيت العَتيقْ
يَرمُونَ الصَدَاقَة طُعْم
وَأَبدا عَدوُكَ لا يَبْقَى صَديقْ
غَيَبُوا العُقُولَ في كَلمات
وَاستَغَلُوا الضَعْفَ و الظَرْف الدَقيقْ
العراق ونَخْلَهَا ولَذَة تَمْرها
وَعَبق أَرْضهَا تَوَارت فى الجُب السحيقْ
تُونُس وأُنسهَا وَ رقة زَهْرهَا
وَبَهَاء أرْضهَا صَارت للبين رَفيقْ
مصر وُ شَعْبهَا وَنُبل نيلهَا وَ سعَة صَدْرهَا
أَضَاعَتْ فى الليل البريقْ
وَبلدَانْ العُرُوبَة أَنَتْ لَمَا الخُطُوب تَدَنْتْ
فإخوانهم فقدوا الطريقْ
قُوَتنَا صَارَتْ كَلامَا وَنُبُاحا
وَجُرْحُ في النَفْس عَميقْ
كُلَمَا بَنَتْ العُرُوبَة صَرْحَا
كُلَما عَلَيهَا الخنّاق يَضيقْ
فَتَحُوا سُوقَ المَظَالمْ وَعشْقُنَا للمَغَانمْ
وَقَتَلُوا الحُلْم العَتيقْ
يَا عَرَبْ انْهَضُوا وَاسْتَفيقوا
وَاقْرأوُا مَا بَين السُطورْ
دينكم عرضكم هَويَتَكم
اتركُوا هَذَا السُفُورْ
أَين حكمّة عَقْلكم وَتَعاَليم دينكم
آلا تَعقلُوا الأُمُورْ
أينَ عَرَق أَبدَانكم أينَ ريح أَجدَادكم
سُفُنُكم هشَمتها الصُخُورْ
ضَلَ منكم حُكْمُكم فرَ منكم دينكم
وَ بيُوتكم صارت قُبُورْ

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق